عودة حقيبة “لويس فيتون” إلى منصات عروض الأزياء.. “عمرها 25 سنة”

]

«لويس فيتون» إمبراطورية السفر الفاخر

]

ارستقراطية بكل ما للكلمة من معنى، متجددة بشكل دائم وشبابية على الرغم من عمرها الطويل الذي تخطى قرناً ونصف القرن، اعتُبرت مرادفاً للثراء والفخامة والسلطة ورمزاً للأناقة والإبداع ومزيجا بين، التقليد الاجتماعي القديم والابتكار والعصرنة الحديثة، تجسد قيما ثقافية توقد الحلم وتشعل الخيال، بكل بساطة لويس فيتون هي العلامة التجارية الأكثر ثراءً لصناعة الجلود الفاخرة والأزياء والتصاميم الراقية التي تبعها الكثيرون من الأثرياء قبل أن تصل بلادهم.

ليس مستغرباً أن يعشقها العرب وأبناء الخليج ويقبلون على اقتناء منتجاتها، وهي التي منذ بداياتها، عرفها وعشقها كبار العرب أمثال والي مصر إسماعيل باشا الذي في عهده حفرت قناة السويس. وهي تواصل مسيرتها التي بدأت منذ أكثر من مئة وخمسين عاماً وهي تستعد للاحتفال بعيدها الـ 451 محققة نجاحات كبيرة ومبيعات تخطت 61 مليار يورو من تجارتها المتمحورة حول الحقائب الجلدية الفاخرة، والأحذية والملابس الراقية والعطور ومستحضرات التجميل والإكسسوارات والمجوهرات. فما هي قصة العلامة التي عمل مطلقها في قصور الأثرياء في القرن التاسع عشر ليتربع اسمه بعدها وساماً على صدورهم يتباهون به؟

لويس فيتون اسم دار باريسية لصناعة الحقائب الجلدية الفاخرة والأزياء الراقية التي عرفت بالجمع بين الجودة والابتكار لتلبي احتياجات عملائها من الطبقة الأرستقراطية. انطلقت في عام 4581 على يد شاب فرنسي يدعى لويس فيتون كان يعمل في صناعة صناديق السفر وتغليف أمتعة وأغراض المسافرين الأثرياء. قبل أن يقرر تأسيس أعمال خاصة به لصناعة أمتعة مترفة ذات جودة عالية تحمل اسمه وفتح متجراً له في شارع نوف دي كابوسين في باريس قريبا من ساحة فندوم في الشانزليزيه أعمال لويس فيتون كانت عبارة عن صناديق لحفظ الأمتعة مصنوعة من الخشب ومغلفة بطبقة من الجلد الفاخر ليحفظ محتوياتها من التلف خلال السفر.

وكان معظم زبائنه من الطبقة الأرستقراطية في المجتمع الفرنسي نظراً للثقة التي اكتسبها من خلال فترة عمل طويلة معهم وكانت ابتكاراته تلقى اهتماماً كبيراً من قبلهم ما أعطاه شهرة وسمعة المعلم في صناعة الأمتعة» طيبة في الأوساط الراقية في العالم بوصفه وهذه الشهرة جعلته يتوسع خارج نطاقه الجغرافي مع زبائن من أمثال ملك اسبانيا الفونسو الثاني عشر وقيصر روسيا نيكولاس الثاني ووالي مصر إسماعيل باشا أيام حفر قناة السويس، عمل لويس فيتون على تطوير صناعته من الحقائب لتتلاءم مع متطلبات السفر الجديدة التي برزت بمفاهيم جديدة خلال الربع الأخير، من القرن التاسع عشر.

فأدخل تحسينات جوهرية على الحقائب تتعلق بالحجم والوزن والمظهر الخارجي، مستخدماً أفضل وأغلى أنواع الجلود والأقمشة التي كان يطلبها زبائنه

منتجاتها. توسع وانتشار

في عام 1885 افتتح أول متجر للويس فيتون في لندن وأوكلت مهمة إدارته إلى ابنه جورج الذي أخذ بتطوير صنعة أبيه ، مطلقاً ابتكارات جديدة من الحقائب الصغيرة والآمنة التي لا تتأثر بالعوامل الطبيعية أثناء السفر والمزودة بحماية ضد السرقة. كما طور حقائب اليد الصغيرة والبسيطة للنساء وأطلق في عام 1892 مجموعة حقائب مطرز عليها أول حرفين من اسم لويس فيتون على خلفية رسومات نجوم وأزهار. ومنذ ذلك الحين اعتمد هذا التطريز كرمز للعلامة التجارية التي اعتمدت شعار فن التمتع بالحياة.

وابتداءً من عام 1893 بدأت لويس فيتون تشارك في المعارض العالمية لتصاميم الأزياء، الأمر الذي ساهم في نشر اسمها وصورتها في أذهان جمهور عريض من المشاهير والأثرياء في العالم. وانتشرت بفضل ذلك محلات لويس فيتون في أنحاء واسعة من أوروبا وأميركا في أرقى المتاجر في نيويورك وفيلادلفيا وبيونس أيرس ونيس وبروكسل ومونتريال ولندن والإسكندرية.

طلبات مميزة

بحلول عام 1914 ، كانت لويس فيتون قد أصبحت إحدى العلامات الأكثر فخامة وشهرة في المجتمع الارستقراطي في العالم. وكانت بدايات التسلح قبل الحرب العالمية الأولى فرصة للويس فيتون لتصميم الحقائب الجلدية وأغطية الأسلحة المصنوعة من الجلد الفاخر خصيصاً لكبار الضباط، لكنها على الرغم من ذلك واجهت صعوبة كبيرة خلال الحرب، شأنها شأن جميع العلامات التي انخفضت نسب مبيعاتها وتعرضت لنقص في المواد الأولية التي تدخل في عمليات الإنتاج..

لكنها عادت بقوة بعد الحرب واستعادت زبائنها الأرستقراطيين، حيث ازدادت الطلبات المميزة لأشخاص مميزين مثل كوكو شانيل وآغا خان وماري بيكفورد كما قدمت لويس فيتون خدمات تغليف الأمتعة للزبائن الذين كانوا يأتون من الخارج ويقصدون دور الأزياء العريقة في فرنسا مثل إيف سان لوران وكريستيان ديور وشانيل خلال الثلاثينات اشتهرت لويس فيتون باستخدامها جلود الحيوانات في تصاميمها للحقائب والشنط .

حيث كانت تستخدم جلود الأفاعي والتماسيح والسلاحف في تصاميم مبتكرة ذات جودة عالية وأطلقت لويس فيتون مجموعة من أغطية الآلات الطابعة والكتب والبنادق وأجهزة اللاسلكي وزجاجات النبيذ الفاخر، وعاشت فترة ذهبية مكنتها من تحقيق شهرة كبيرة وارتفاع للطلب على منتجاتها. المئوية الأولى

لأن لكل مأساة تأثيرا كبيرا وسلبيا، فقد عانت لويس فيتون خلال الحرب العالمية الثانية بعد تدمير متاجرها الراقية المنتشرة في العالم ولكن ذلك لم يثن القيمين عليها من الاستمرار والنهوض من جديد لاستعادة ما أفسدته الحرب. واحتفلت لويس فيتون بمئويتها الأولى مع مؤكدةً من جديد أنها فن التمتع بالحياة الفخمة والراقية متماشية العصر والموضة السائدة من خلال ابتكاراتها التي بقيت متربعة على عرش الثراء والأرستقراطية.

واعتمدت خلال فترة الخمسينات والستينات على مبدأ اشراك الفنانين الفرنسيين في عملية التصميم مجموعة مطلقة من أروع تصاميم الحقائب والأمتعة والاكسسوارات بمعدل 25 نموذجا وتصميما في كل سنة، محققة بذلك أوسع انتشار وأكبر مبيعات مما دفع شركات يابانية الى تقليدها وطرح منتجات مزيفة تحمل اسمها، الأمر الذي اعتبرته لويس فيتون حرباً ضدها، فخاضت منذ نهاية الستينات حربا شرسة ضد عمليات التزييف والتقليد.

استحواذ واندماج

تحولت لويس فيتون في نهاية السبعينات الى شركة متعددة الجنسيات ودخلت أسهمها في بورصة باريس بعد أن انتشر اسمها بشكل كبير وتوسعت في القارة الآسيوية وأصبحت ترعى الأحداث الرياضية لا سيما كأس أميركا في سباق اليخوت، وافتتحت دار لويس فيتون للأوبرا والموسيقى.

واستحوذت على أسماء كبيرة مثل كورتييه جيفنشي، لكن عام 1978 ، شكل منعطفا كبيرا بالغ الأهمية في تاريخ الدار ،وفي عام 1989 نال الملياردير الفرنسي برنارد أرنو نسبة 24 في المائة من الشركة مما مكنه من السيطرة وأصبح هو المدير التنفيذي للشركة وقام بإضافة خطوط جديدة على علامة لويس فيتون شملت الملابس الجاهزة والأحذية والساعات والإكسسوارات وحقائب اليد النسائية الرفيعة ومحافظ النقود الجلدية للرجال.

هبوط وصعود

كيف يمكن للترف أن يفقد لمعانه؟ سؤال أجابت عنه لويس فيتون بعد أن تعرضت لحملة تزوير طالت منتجاتها خلال حقبة التسعينات، فقد مرت العلامة بمراحل هبوط وصعود أصابت بنيتها الداخلية ومنتجاتها مما أدى الى تراجع الثقة فيها كعلامة للطبقة الغنية، أظهرته انخفاض مبيعاتها وحصتها السوقية.

لكن تاريخا طويلا من الفخامة لا يمكن أن يندثر، وانطلاقاً من هذا الشعار انطلقت لويس فيتون خلال التسعينات في محاربة أعمال سرقة حقوق الملكية الفكرية مبيعات تخطت العشرة مليارات دولار في أواخر التسعينات بعد أن استعادت زبائنها الأثرياء،.

وكذلك بعد افتتاح خط الأزياء والملابس الجاهزة من لويس فيتون على يد المصمم العالمي مارك جاكوبز الذي أطلق مجموعة من الأفكار الجديدة والتصاميم العصرية لحقائب اليد النسائية من خلال مجموعة غرافيتي ومونوغرام ميني وداميه سوفاج. وأطلقت في عام 2001 خط المجوهرات الفخمة وخط النظارات الشمسية.

أحذية واكسسوارات

وبرزت خلال التسعينات أحذية لويس فيتون الفخمة المصنوعة من الجلد الأصلي التي تعد من أكثر الأحذية ثراءً في العالم، ونالت هذه الأحذية شهرة واسعة وكبيرة في أوساط الأغنياء، لكن سرعان ما جرى تقليدها من قبل مصانع أحذية أخرى وطرحت في السوق على أساس أنها لويس فيتون .

وعلى الرغم من النتائج السلبية لهذا التقليد على لويس فيتون فإنها أظهرت مدى تعلق الناس وشغفهم وحبهم لهذه العلامة التجارية وكان الأشخاص الذين ينتعلون الأحذية المقلدة يتباهون بأحذيتهم فقط لأنها تحمل الاسم شأنها شأن جميع علامات الموضة والأزياء، اهتمت لويس فيتون بأن يكون لديها مجموعة من الكماليات الى جانب منتجها الأساسي فأطلقت منذ التسعينات بعد اندماجها مع مويه هينسي مجموعة من العطور المميزة ومستحضرات التجميل التي حملت اسمها.

كما أطلقت إكسسوارات للرجال والنساء منها الخواتم وحامل المفاتيح والأقلام الفاخرة ومجموعة من الساعات السويسرية الفخمة، إضافة التي تعد من أغلى « المليونير » إلى مجموعة النظارات الشمسية النظارات الشمسية في العالم والتي تتراوح أسعارها بين ألف وثلاثة آلاف دولار، وبالإضافة إلى تلك المنتجات، طرحت لويس فيتون هاتف لويس فيتون الأنيق والفخم والغالي الذي يتمتع بمواصفات كبيرة منها كاميرا رقمية عالية الدقة وجهاز راديو وتقنيات البلوتوث وغيرها من المواصفات التي تتوافر في أحدث أجهزة الهاتف.

الوحش فرانكشتاين

طرحت لويس فيتون في العام الماضي أغلى حقيبة يد في العالم أطلقت عليها اسم حقيبة لويس فيتون الفخرية. ويصل سعر هذه الحقيبة الى 45 ألف دولار، وقد ظهرت للمرة الأولى خلال عروض أسبوع الموضة في باريس وهذه الحقيبة هي عبارة عن تصميم يدمج نحو 15 من أشهر تصاميم حقائب لويس فيتون القديمة في حقيبة واحدة وتستخدم فيها أفخر أنواع الجلود، وقد أطلق عليها النقاد اسم وحش فرانكشتاين، وعلى الرغم من ثمنها الباهظ وعددها المحدود فانه تم رصد رغبة عدد كبير من النساء الثريات اللواتي يبحثن عن التميز باقتنائها.

أبرز وجوه الشركة

لطالما نشأت لويس فيتون في بيئة المشاهير من أهل السلطة والمال في العالم أمثال ملوك اسبانيا وقياصرة روسيا ووالي مصر، اضافة الى مشاهير عالم الفن التي اعتمدت عليهم لويس فيتون في حملاتها الترويجية مثل فون لورين وآشلي جيلبيرتسون وجورج كونواي ونعومي كامبل.

وفي أغسطس الماضي، أعلنت لويس فيتون أن الرئيس الروسي الأسبق ميخائيل غورباتشيف سيظهر في حملة ترويجية للعلامة مع الممثلة ستيفي غراف ولاعب كرة المضرب اندريه آغاسي والممثلة كاترين دونوف، وهذه الحملة ستأتي لتؤكد فيها لويس فيتون للجيل الجديد أنها علامة المشاهير والأغنياء وأصحاب السلطة.

إعداد - رشا عبد المنعم

تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز

“لويس فيتون” تطرح صورًا من حملاتها لمجموعة من حقائب اليد

]

طرحت الدار الفرنسية لويس فيتون صورا من حملتها الإعلانية لمجموعتها الجديدة من حقائب اليد، والتي عكست مزيجًا مثاليًا من الطراز الباريسي العصري والحداثة، وشاركت في الحملة نخبة من أشهر الممثلات في هوليوود وهن إيما ستون وأليسيا فيكاندر وليا سيدو، واللاتي ظهرن في صور الحملة بإطلالات تنضح بالقوة والاستقلالية في جميع أنحاء المدينة.

حقيبة “Capucines” مع إيما ستون

تتميز بتصميم رصين وأنيق، وتم إنشاؤها في عام 2013 وسرعان ما أصبحت من الحقائب الكلاسيكية الرائعة للدار الفرنسية لويس فيتون، اسمها هو تكريم لأول متجر للعلامة التجارية والذي افتتح في عام 1854 في شارع “Neuve-des-Capucines” في باريس، وتمثل هذه الحقيبة بشكل مثالي رموز الدار، حيث تم دمج جميع عناصر Savoir-Faire في التصنيع المتطور للسلع الجلدية - وهي مهارة تم تطويرها منذ عام 1892.

وتأتي الحقيبة الأيقونية مصنوعة من 250 عنصرًا مصنوعًا بشكل فردي وآلاف الخطوات، تعزيزًا للسمات الخالدة لهذه الحقيبة، يتم تقديم تصاميم جديدة لها في كل موسم مع اختلاف في الألوان والمواد المستخدمة بالإضافة إلى التقنيات المبتكرة.

حقيبة “Twist” مع أليسيا فيكاندير

حقيبة من أكثر تصميمات لويس فيتون شهرة، يتم تجديدها في كل موسم بألوان وتشطيبات جديدة، ونظرًا لقفلها الدوار الحصري LV وصورتها الظلية المتعددة الاستخدامات، سرعان ما أصبحت ““Twist، التي تم تقديمها للمرة الأولى ضمن مجموعة كروز 2015، ركيزة أساسية من كلاسيكيات الدار الجديدة.

حقيبة “Dauphine” مع ليا سيدو

ظهرت للمرة الأولى ضمن مجموعة ربيع وصيف 2019، وهي مستوحاة من طراز كلاسيكي من سنة 1976، وتعكس بالضبط تكيف الدار الفرنسية مع الحياة الحديثة، بأسلوب ريترو أنيق، هذه الحقيبة مثالية للإطلالات النهارية والمسائية، ويمكن استخدامها كحقيبة كلاتش أو حقيبة الكتف نظرا لتوفرها على حزام جلدي متعدد الاستخدامات وقابل للإزالة وللتعديل.

أخبار تهمك أيضا

ماركة لويس فيتون الفرنسية تكشف عن حقائب جديدة بتصميمات ساحرة

لويس فيتون تتربع على عرش أزياء “الفانتزيا” بتصميماتها فى 2020